............مســـــــــــــــــــــــــاحة اعـــــــــــــــــــــــــــــلانيــة

عنوان الموضوع الاول عنوان الموضوع الثاني عنوان الموضوع الثالث عنوالن الموضوع الرابع عنوان الموضوع الخامس
الجمعة، 9 يناير 2015

اختيـــــار شريـــك العمـــــــــــر ....... بقلم محمود غالى


    بشكل عام هناك اختيارين أساسيين في الزواج: الاختيار الفردي أو النفسي – الاختيار الأسري أو الاجتماعي.
 وحتى لو كان فردياً فهو لا يمكن أن يغفل الاعتبارات الاجتماعية والثقافية ولا حتى رغبات الأهل. والسؤال الآن هل هناك علاقة بين حرية لاختيار الشريك وبين السعادة الزوجية؟
تتفاوت الظروف التي يتم فيها لقاء زوجيّ المستقبل فقد يتم في شروط تسيطر عليها عوامل الصدفة – أو بعد أن تقوم كل منهما بالعديد من المشاورات – وقد يحدث في جو من عاطفة قوية، وقد يكون الأهل والأصدقاء طرفاً في الأمر.
     وقد جاء في الهدي النبوي الكريم: "تخيروا بنطفكم فإن العرق دساس" تعبير عن أهمية حسن الاختيار حيث ينظر إلى طريقة اختيار الزواج على أنها نصف المعركة.
فاختيار الفرد هو الذي يحدد نوعية حياته ويكون بداية التوافق الزواجي وليس نهايته .
 لذا من دعائم المنهج لاسلامي في الحفاظ على الأسرة هي الرغبة المتبادلة والاختيار المطلق والرضا الكامل,  حيث يأنس كل طرف إلى شريك حياته ورفيق عمره ولهذا لا يجوز أن تزوج إمرأة بغير رضاها. إضافة إلى دعامة أخرى هي أن القيم الثابتة عماد الاختيار حيث يجب أن يكون اختيار شريك العمر وفق لمعايير درءً للمشاكل وبحثاً عن البيئة الصالحة حيث قال رسول الله (ص): "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفساد عريض".
إضافة إلى ضرورة مراعاة الكفاءة بين الزوجين واتفق العلماء أن الدين والخلق والصلاح والتقوى أساس الكفاءة
    فالاختيار الواعي والتقارب في الأفكار والقيم والمفاهيم والنظرة إلى الحياة يخلق جواً أسرياً يتفيأ الأفراد في ظله السعادة الزوجية فأفراده متكاتفون تربطهم علاقات إنسانية سليمة ويصبغ الحياة الزوجية الهدوء والاستقرار وتحقيق جو من الاتزان الانفعالي ويقدم للمجتمع أطفالاً متمتعين بخلق قويم وعاطفة متوازن
    وتقول د. وفاء عبد الجواد أن السبب الرئيسي لما تعانيه بعض الأسر من مشكلة الطلاق النفسي والملل والفتور إنما يرجع أساساً لخطأ الاختيار منذ البداية.
فالفتاة قد تختار على أساس مادي أو منصب اجتماعي دون النظر إلى الأخلاقيات وكذلك نفس الشيء بالنسبة إلى الشاب الذي يركز على جمال الفتاة أو مركز الأسرة بغض النظر عن التوافق في الطباع والأفكار
    فالاختيار الزوجي الخاطئ منذ البداية والتسرع في الاختيار ونقص المعرفة الشريك والتغاضي المؤقت عن العيوب تحت تأثير الحب كلها تلعب دوراً في تحطيم العلاقة لاحقاً. فاجتماع الزوجين في عش الزوجية مسؤولية اجتماعية وإنسانية واقتصادية كبرى ويرى الباحثون الاجتماعيون أن الزوجين يحتاجان إلى ثقافة زوجية في غاية الأهمية يتعلمان منها معايير الاختيار الصحيح. وينبغي أن يدرس كل من الزوجين ذاته أولاً ثم رفيقه الآخر وفق معايير صحيحة ويحدد النقاط التقارب والتباعد ويوازن بينهما. ويستجلي بعقلانية مجردة مدى إمكانية التكيف الزواجي حاضراً أو مستقبلاً.
    إنها دعوى لكل الشباب والشابات كي يحسنوا الاختيار لأن الزواج علاقة عاطفية ستزيد نتائجها سلباً أو إيجاباً على أفراد سيغدون على الحياة وسيكونون أشقياء أو سعداء لا ذنب لهم سوى أنهم أطفال لأبوين فهما مسؤولية بناء الأسرة فأحسن كل منهما اختيار صاحبه أو أبوين لعبت ظروف وعوامل معينة فأساءا عملية الاختيار
    لذا يؤكد كمال دسوقي على أهمية اختيار القرين على أساس نم دراسة والمخالطة أثناء فترة الخطوبة (الحب العذري أو الذي يتيح الفرصة لكل من الطرفين أن يتعرف على الآخر وتكشف له جزءاً من البناء النفسي لهذا الطرف)
    ولا تمثل البداية القوية والمفاجئة للعاطفة – خاصة في بداية العلاقة - مصدراً للدهشة عندما يتدبر مدى أهمية الجاذبية الجسمية لحدوث الجاذبية المبدئية بين الشريكين ولكن حين يدنو الشريكان من بعضهما إلى حد كبير تميل العاطفة إلى الذبول مع نضج العلاقة.  حيث تتطور مكونات الألفة والتعهد أو الالتزام ببطء لكنها تصبح أكثر أهمية مع مرور الوقت مما يصبغ الشراكة الحميمة طويلة المدى خصائص مختلفة عن تلك المشاعر العنيفة التي تظهر في بداية العلاقة.
    وقد وجد جوتمان بأن الأفراد الذين فسخوا علاقات الخطوبة وطلب منهم كتابة أسباب انهيار العلاقة وجد جوانب عديدة مشتركة: 1- الرغبة في الاستقلال. 2- الاختلاف وعدم التماثل بين الطرفين. 3- الافتقار إلى المساندة أو الدعم أو الشعور بأن الشريك يضعف من تقدير الآخر. 4- الافتقار إلى الانفتاح والألفة. 5- غياب الرومانسية والعاطفة أي الشعور بأن الشريك فقد سحره، ومثل هذه المشكلات تنشر بذور الصراع
    فحين الرباط الزواجي على أسس غير متينة توفر له الصحة والاستمرار وحين يندفع أحد القرينين إلى الارتباط بهذا الشكل متنافياً عن تناقضات كبرى كامنة بسبب إلحاح رغبة جزئية تطمس التقدير الموضوعي للواقع أو هي تطمس الثمن الباهظ الذي تعين دفعه لقاء إرضاء هذه الرغبة تكون إزاء احتمال بروز حالة من التصدع الخفي
4- دور الأهل في اختيار الزوج أو الزوجة:
    يقول غاندي بأن الوفاق الزوجي يحتاج لفترة طويلة من البحث لاختيار الشريك المناسب.
وحتى تاريخه وعلى الرغم من التطورات الكبيرة والمهمة التي حصلت على الصعد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ما تزال العادات والتقاليد تفرض نفسها على اختيار الزوج أو الزوجة من قبل الأهل.
    نجد مثل هذا التدخل في المجتمعات التي تكون فيها الأسرة معتمدة على أفرادها في العمل والكسب الاقتصادي أي أن رغبة الابن في الاقتران الوجداني – العاطفي يكون معدوماً ويتم هذا التدخل عند المجتمعات التي تتصف بتدرج اجتماعي متصلب ويتمتع بآليات ضبطية تسيطر على العلاقات الرومانسية وتوجهها بين أفراده لدرجة تصل إلى تقرير تزويج أطفالها وعزل مراهقيها وهذا التدخل المباشر من قبل الأسرة لا يسمح للغريزة الجنسية بأن تعبر عن بواعثها بل إخضاعها لتوجيهات الآخرين.
والحالة الأكثر شهرة تتمثل في الأهل الذين يتخذون من أولادهم أدوات لتحقيق رغباتهم وطموحاتهم أو وسيلة لتحقيق بعض مصالحهم من خلال " زواج الصفقة"
    وطرائق هذا الاختيار تختلف من بيئة اجتماعية لأخرى وباختلاف هذه البيئة عن الأخرى نلمس حرية هامشية هنا، واستلاباً كاملاً للحرية هناك، وتمرداً اجتماعياً هنا وهناك.
وحتى في حالة الحرية الهامشية, نرى أن الشاب حين يعلن رغبته بالزواج من تلك الفتاة التي أعجب فيها يكون موقف أهله الرفض إما من منطلق تجاوز سلتطهما وحقهما في اختيار الزوجة المناسبة لا بنهم, أو لعيوب وهمية يصفونها في الفتاة أو للتناقض بين الوالدين ( الأب موافق والأم رافضة وبالعكس) وبالتالي تفشل العلاقة هذه وتقمع تلك الحرية الهامشية لذلك الشاب الذي يعتبر أن ذلك من حقه – وهو بالتأكيد من حقه – أما الفتاة التي تمنعها العادات والتقاليد والقيم السائدة أن تبوح برأيها وإذا أعلنت ذلك – وهو من حقها أيضاً بكل تأكيد – تلاحقها الأقاويل والإتهامات ويطعن في شرفها وسلوكها.




اعلان 1
اعلان 2
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي